" إن لم يكن بدً من إغضاب الناس، أو إغضاب الله عز وجل، ولم يكن مندوحة عن منافرة الخلق، أو منافرة الحق، فأغضب الناس ونافرهم، ولا تغضب ربك، ولا تنافر الحق" ابن حزم : كتاب الأخلاق والسير

* نصوص وأقوال مختارة


من أقوال ابن القيم رحمه الله:
إذا أراد الله بعبد خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه وشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة فإن ما تقبل من الأعمال رفع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره.
من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بـُـــــلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته.
من رضي بالله ربا ً رضيه الله له عبدا.
أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وعبادة الخلوات هي أعظم أسباب الثبات.

تمام الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي ، فليس دوما يبتلى ليعذب وإنما قد يبتلى ليهذب.
للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه ، فمن قام بحق الموقف الـأول هون عليه الموقف الآخر
ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف.

حسن الخلق :
قال علي رضي الله عنه : ( حسن الخلق في ثلاث خصال : اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال)
وقال ابن المبارك : هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : حسن الخلق ألا تغضب ولا تحقد
ويقول الإمام ابن عيينه : ( والبشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين)
فحسن الخلق هو كظم الغيظ لله , وإظهار الطلاقة والبشر إلا لمبتدع أو لفاجر, والعفو عن الزالين إلا تأديبا وإقامة لحد , وكف الأذى عن كل مسلم ومعاهد , إلا تغير منكر و أخذ بمظلمة لمظلوم من غير تعد
الصلة بين حسن الخلق و الإيمان و العقيدة :للأخلاق صلة وثيقة بالإيمان والعقيدة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا , أحسنهم خلقا ) صحيح الجامع للألباني
قال ابن القيم يرحمه الله : ( الدين كله خُلق، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين)
وسيدنا جعفر بن ابى طالب حين سأله النجاشى عن حقيقة هذا الدين الذى جاء به رسولهم قال فى كلمة موجزة : كنا قوم…..فبدأ بعرض سوء أخلاق العرب فى الجاهلية ثم صفات الرسول صلى الله عليه و سلم ثم ما آل اليه حالهم من مكارم أخلاق بعد إسلامهم …لأن سيدنا جعفر كان يفهم جوهر الدين لم يضيع وقتا فى شرح العبادات
الترغيب بحسن الخلق :رغب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه :
_
فقد رغب في حسن الخلق بان بين بأن صاحب الخلق الحسن من أحب الناس إليه يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا , فقد قال عليه الصلاة والسلام : (( إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا , حسنّه الترمذي.
_
كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام : ( فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) صححه الترمذي وقال غريب.
_
كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من أكثر الأعمال تثقيلا للميزان فقال عليه الصلاة والسلام : ( وما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن)
_
كما أخبرنا أن العبد ليدرك به درجات العباد المخبتين لربهم فقال عليه الصلاة والسلام :( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم) رواه أبو داود .
_
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من حسن خلقه كان من أحب عباد الله لله سبحانه وتعالى فقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه : يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : ( أحسنهم خلقا)
_
كما أخبرنا بأنه خير ما أعطي الإنسان , فقد سئل صلى الله عليه وسلم ” ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : خلق حسن “.
كيف يحسن العبد خلقه :يكون ذلك باتباع إمام المرسلين لأنه خير من حقق هذا المقام فقد قال الله عز وجل عنه : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فهو القدوة في هذا الجانب قال تعالى) : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )
فعلى المسلم أن يدرس سيرته في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين
و مما يعين على حسن الخلق مجالسة الأتقياء لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويخالطه
أن يذكر نفسه بعظيم ثواب وأجر هذه الخصلة التي قل من يحوزها وتمرين النفس عليها فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم
الإستعانة بالله وكثرة الدعاء والتضرع إليه
أنواع من حسن الخلق :لقد بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلقه العظيم، وفسرته حينما سئلت عن خلق النبي قالت: ( كان خلقه القرآن). أي يتأدب بآدابه، ويأتمر بأوامره، وينتهي عن نواهيه ومن حسن خلقه أنه يصل الرحم، ويحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر، ويغيث ذا الحاجة الملهوف
ومن حسن الخلق بر الوالدين وصلة الأرحام وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الجيران، وإيصال النفع إليهم
ومن حسن الخلق إفشاء السلام على الخاص والعام، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام، فقد بشر النبي من كان كذلك بدخول الجنة بسلام
ومن حسن الخلق أن تسلم على أهل بيتك إذا دخلت عليهم، وهذه سنة مشهورة، وقد أصبحت عند الكثير من الناس اليوم مهجورة، مع أنها بركة على الداخل المسلم وأهل بيته كما بين ذلك النبي
ومن حسن الخلق معاشرة الزوجة بالإكرام والاحترام، وبشاشة الوجه وطيب الكلام، قال : صلى الله عليه و سلم (( خيركم خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي (ومن حسن الخلق معاشرة الناس بالحفاوة والوفاء، وترك التنكر لهم والجفاء، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والنصيحة لهم، فذلك من أهم أخلاق الإيمان والديانة
ومن حسن الخلق استعمال النظافة في الجسم والثبات، وفي المنزل، فإن الله جميل يحب الجمال، طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، وإن الله إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه
من فوائد حسن الخلق :
1-
حسن الخلق من افضل ما يقرب العبد إلى الله تعالى.
2-
إذا أحسن العبد خلقه مع الناس أحبه الله والناس .
3-
حسن الخلق يألف الناس ويألفه الناس.
4-
لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه .
5-
حسن الخلق سبب في رفع الدرجات وعلو الهمم.
6-
حسن الخلق سبب في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرب منه يوم القيامة.
7-
حسن الخلق يدل على سماحة النفس وكرم الطبع .
8-
حسن الخلق يحول العدو إلى الصديق.
9-
حسن الخلق سبب لعفو الله وجالب لغفرانه.
10-
يمحو الله بحسن الخلق السيئات.
11-
يدرك المرء بحسن خلقه درجة الصائم القائم.
12-
حسن الخلق من أكثر ما يدخل الناس الجنة.
13-
حسن الخلق يجعل صاحبه ممن ثقلت موازينه يوم القيامة .
14-
حسن الخلق يحرم جسد صاحبه على النار.
15-
حسن الخلق يصلح ما بين الإنسان وبين الناس.
16-
وبالخلق الحسن يكثر المصافون ويقل المعادون.

قال الحسن البصري:  "من ساء خلقه عذب نفسه"
 وقال وهب "  مثل السيئ الخلق كمثل الفخارة المكسورة لا ترقع ولا تعاد طينا             "
وقال الفضيل " : لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب من أن يصحبني عابد سيئ الخلق " .
وقال الغزالي-رحمه الله-:وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع.رسالة أيها الولد ،ص131

عن عمر أنه وضع للناس ثمانية عشر كلمة حكما كلها. منها: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغنيك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا، ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن، واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون .
عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال:
كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك مايغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امريء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافأت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه...شعب الإيمان، للبيهقي 2/ 103

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :  ومن أعظم التقصير : نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه ، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس.
الفتاوى جزء 31 ص 114

قال جعفر بن محمد رحمه الله : إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه .شعب الإيمان، البيهقي 6 / 323

قال شيخ الإسلام رحمه الله :وليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عُرف أنه أراده، لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد.
"
الفتاوى" 7/36
قال ميمون بن مهران –رحمه الله-: ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ - قطُّ - إلا كان إسقاطُ المكروه عنه أحبَّ إلي من تحقيقه عليه، فإن قال : « لم أقل » ؛ كان قوله: «لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه!تاريخ الرَّقَّة : ص 25
قال السبكي -رحمه الله-: فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة، فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتابته على غير ما تُعود منه ومن أمثاله، بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن به وبأمثاله.  قاعدة في الجرح والتعديل ص93

قال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-: قال لي أبي: «يا بني إذا سمعت كلمة، من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملا من الخير" حلية الأولياء 5/277

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وكثير من الناقلين ليس قصده الكذب، لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم، وسائر ما به يعرف مرادهم قد يتعسر على بعض الناس، ويتعذر على بعضهم . منهاج السنة النبوية 6/193

قال ابن القيم -رحمه الله-: ما أكثر ما ينقل الناس المذاهب الباطلة عن العلماء بالأفهام القاصرة !مدارج السالكين 2/431

قال بكر بن عبد الله المزنيرحمه الله-:" احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبوا أن يحملوكم على ما كان فيكم فليس كل من رأيت منه سقطة أو زلة وقع من عينيك فأنت أولى من يرى ذاك منه فإن كان فيك صلاة فلا تعجبن بها فلعل صاحب المعصفرة والشعر السكني ينال من النبيذ أحيانا أوفى للعهد منك وإن كان فيك وفاء للعهد فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك وإن كان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صوما منك وإذا رأيت من هو أكبر سنا منك فقل هذا خير مني صام وصلى وعبد الله قبلي وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل هو خير مني أحدث مني سنا وأقل ذنوبا وإذا رأيت من هو أقل منك مالا فقل هذا خير مني زويت عنه الدنيا خيارا أوبطرا وأعطيتها لسقائي إلا أن يرحمني ربي وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لك حقا فقل هذا الفضل منهم على وإذا رأيتهم استخفوا بك فقل هذا بخطيئتي وذنبي واتخذ أكبر المسلمين لك أبا وأوسطهم لك أخا وأصغرهم لك ابنا أيسرك أن تضرب الطفل الصغير أو تظلم الشيخ الكبير ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد وتذاب أيام الحياة في التوبة والإستغفار وليسعك ما أنعم الله به عليك عما أنعم الله به على العباد وتذوب أيام الحياة في الشكر ولا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب وانظروا في ذنوبكم كالعبيد ولا تعاهدوا القذاة في عين أخيك وتدع الجذع معترضا في عينك فو الله ما عدلت.
التوبيخ والتنبيه ص 53

قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ: الرِّياض النَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّاهرة في العقائد والفنون المتنوّعة )  ص 105 ـ 106  "ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم ،والقدح فيهم وفي غلطاتهم. وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك.وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه معذورون،والقادح فيهم غير معذور .وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين ،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البر والتّقوى, والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ، وستر عورات المسلمين، وعدم إشاعة غلطاتهم ، والحرص على تنبيههم بكل ما يمكن من الوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين , ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويل ولا عذر، لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان، وتمحي حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير،وفساده مستطير .أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر"

قال ابن القيم رحمه الله : والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه، وما يدعو إليه ويناظر عنه مدارج السالكين3/521

أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرًا فقال: لا ترد على أحد جوابًا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام, ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم، فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك, واستفهامك أجمل بك وخير من السكوت على العي.جامع بيان العلم وفضله,1/474

قال القلاعي –رحمه الله-: فقد يوحش اللفظ وكله ود، ويُكره الشيء وليس من فعله بد، هذه العرب تقول: لا أبا لك في الأمر إذا همّ، وقاتله الله، ولا يريدون الذم، وويل أمِّه للأمر إذا تم، ومن الدعاء: تربت يمينك، ولذوي الألباب أن ينظروا في القول إلى قائله، فإن كان وليًا فهو الولاء وإن خشن، وإن كان عدوًا فهو البلاء وإن حَسُن
تنوير الحوالك,1/55

قال حمدون القصار -رحمه الله-:إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبلوه.آداب الصحبة, ص 45
قال عباد بن عباد الخواص الشامي -رحمه الله-:
فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم, وأن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي)
تحبون أن تقولوا فَيُحْتَمَلَ لكم، وإن قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم . تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم، وتأتون مثل ذلك فلا تحبون أن يؤخذ عليكم.
مسند الدارمي: 1/167

قال الرّبيعِ بنِ صَبِيحٍ -رحمه الله-:
قُلتُ للحسنِ: إنَّ -ها هُنا- قوماً يتتَبَّعُونَ السَّقَطَ مِن كلامِك؛ لِيجِدُوا إلى الوَقيعةِ فيكَ سَبيلاً!
قال: لا يَكبُرُ ذلك عليك! فقد أطْمَعْتُ نَفسي في خُلودِ الجِنان، فطمِعَت.. وأَطْمَعْتُها في جِوارِ الرَّحمنِ، فطَمِعَت.. وأطمَعْتُها في السَّلامةِ مِن النَّاسِ، فلَم أجِد إلى ذلك سبيلاً؛ لأنِّي رأيتُ النَّاسَ لا يرضُونَ عن خالِقِهِم، فعلِمْتُ أنَّهُم لا يَرضُونَ عن مَخلوقٍ مِثلِهم
حلية الأولياء (6/305) ، تبيين كذب المفتري (ص 422)

قال ابن القيّم- رحمه اللّه- :
وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الالفاظ ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ ،  ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل، ولا تغتر باللفظ كما قيل في هذا المعنى:
تقـول هـذا جنـى النحـل تـمدحـه ... وإن تشأ قلت ذا قيء الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما ... والحق قد يعتريه سوء تعبير
مفتاح دار السعادة:1/141

قال الإمام الكرجي القصاب :  "مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ "

قال الإمام الألباني : قال العلماء : من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله ، لأن في ذلك ترفّعاً عن التزوير .
 
قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان"
" إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى ".

كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا رأى أحداً من عبيده يحسن صلاته يعتقه، فكانوا يحسنون الصلاة مراءاة له فكان يعتقهم فقيل له في ذلك: إنهم يخدعوك فيقول: من خدعنا بالله انخدعنا به.

لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

لوضربت طفلا ضربة خفيفة وأنت توبخة لبكى ولو ضربته ضربة أقوى وأنت تمازحه لضحك
لأن الألم النفسي أشد إيذاء من الألم الجسدي تذكر قبل أن تنطق : الكلمة تجرح