للكلمة أهمية بالغة وخطورة كبيرة، وهي سلاح خطير ومؤثر؛ إذا استخدمت في الخير والإصلاح والبناء كان لها نفع كبير وفائدة عظيمة، وإذا استخدمت في الشر والإفساد والهدم كان ضررها كبيراً وخطرها عظيماً، والمشكلات والخصومات والعداوات بين الأفراد والجماعات والدول تبدأ ـ في الغالب ـ بكلمات متبادلة بين الطرفين. والشاعر يقول:
فإنّ النار بالعودين تذكى وإنّ الحرب مبدؤها الكلام
ووسائل الإعلام تعتمد اعتماداً كبيراً على الكلمة سواء منها المكتوبة ( في الصحافة ) أو المنطوقة ( في الإذاعة والتلفاز ) وتشكل الكلمة العمود الفقري الذي يقوم عليه جسم هذه الوسائل .
وفي المجتمعات التي ل اتدين بالإسلام ليس هناك حدود أو ضوابط أو قيود على حرية الكلمة، أو حرية العاملين في وسائل الإعلام في استخدام هذا السلاح إلا بعض القيود على نشر بعض المعلومات العسكرية بحجة الإخلال بالأمن القومي، وليس هناك رادع من دين أو أخلاق أو قانون، ولذلك تقحم وسائل الإعلام نفسها ـ وخاصة الصحف الشعبية وصحف الإثارة ـ في الأمور الشخصية لبعض المسؤولين أو مشاهير المجتمع وتعطي نفسها حق المراقبة والتجسس والتسجيل والتصوير ونشر الفضائح والأسرار الشخصية .
أما في الإسلام فإن هناك ضوابط وحدود لاستخدام الكلمة ونشرها وبثها، وتخضع لقوانين الجزاء والثواب والعقاب الدنيوي والأخروي ، والصحفي المسلم مسؤول مسؤولية كاملة عما يقوله أو يكتبه أو ينشره، وليس له كامل الحرية في استخدام هذا السلاح، وكتابة أي موضوع، ونشر أي معلومات، وعليه أن يراقب الله في عمله بشكل دائم، وأن يسأل نفسه قبل كتابة أي موضوع، أو نشر أي معلومة : هل هنالك ومصلحة وخير في كتابة هذا الموضوع أو نشر هذه المعلومة؟ وما الفائدة التي سيجنيها القارئ والمجتمع من وراء هذا الكلام؟ فإن وجد أن هناك مصلحة وخيراً وفائدة من وراء النشر نشره وإلا تراجع وامتنع عن النشر.