" إن لم يكن بدً من إغضاب الناس، أو إغضاب الله عز وجل، ولم يكن مندوحة عن منافرة الخلق، أو منافرة الحق، فأغضب الناس ونافرهم، ولا تغضب ربك، ولا تنافر الحق" ابن حزم : كتاب الأخلاق والسير

* ويقبضون أيديهم

ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم مجموعة من صفات المنافقين، منها: البخل
والشح وقبض اليد، وعدم البذل والإنفاق في سبيل الله، قال تعالى { والمنافقون
والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم
نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون} (التوبة 67)
     وقد اشتملت السورة نفسها على قصة أحد المنافقين، وهو ثعلبة بن حاطب
الذي أعطى الله عهده وميثاقه لئن أغناه من فضله ليصدّقن من ماله، فما وفّى بما قال،
ولا التزم بما عاهد الله عليه { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن
ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ، فأعقبهم
نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} التوبة 75ـ 77 .
     أما المؤمنون فهم أهل البذل والجود وبسط اليد والإنفاق في سبيل الله دون تردد
أو إحجام أو بخل أو قبض لليد {يبتغون فضلاً من الله ورضواناً} .
      إن إمساك المال وعدم إنفاقه، ومنعه من مستحقيه، والبخل به ـ فضلاً عن كونه
من صفات المنافقين ـ فهو بخل على النفس قبل أن يكون بخلاً على الآخرين {ها أنتم
هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخلُ ومن يبخلْ فإنما يبخلُ عن نفسه
والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} محمد 38 .